منوعات

مقابلة مع محمود عبد الرؤوف لاعب الدوري الأميركي للمحترفين

مقابلة مع محمود عبد الرؤوف لاعب الدوري الأميركي للمحترفين

مقابلة مع محمود عبد الرؤوف لاعب الدوري الأميركي للمحترفين

يُعتبر محمود عبد الرؤوف من اللاعبين المحترفين وأصحاب البصمة الرائعة والمميزة في الدوري الأمريكي لكرة السلة. وُلد محمود عام 1969 في مدينة غولفبورت وقد بدأ مسيرته الاحترافية عام 1990 وحقق شهرة عالية وواسعة في مجال كرة السلة نظراً لمهاراته الجسدية حيث يبلغ طوله ست أقدام وذو جسم رشيق ومميز ساعده على الفوز في الكثير من المباريات. ولكنه عانى من التحديات والمضايقات بسبب انتمائه الديني وهو ما تم عرضه في المقابلة أدناه. هنا سنسرد لك مقابلة مراسل موقعنا مع محمود عبد الرؤوف وجميع الأسئلة المطروحة والإجابات الصادقة.

المراسل: هل تُحب أن ندعوك كريس جاكسون أم محمود عبر الرؤوف؟

محمود: أنا أحب أن يدعوني الناس مثلما يشاؤون، ولكن ما لا أحب على الإطلاق هي العنصرية الشديدة التي أراها في الكثير من الأمور من حولنا سواء في المجال الرياضي أو في مختلف المجالات الأخرى.

المراسل: لهذا السبب رفضت أن تنشد النشيد الأمريكي مؤخراً أو تتعمد التأخر في غرفة الملابس حتى يتم الانتهاء من النشيد الوطني الأمريكي؟

محمود: نعم، أنا واضح في مثل هذه الأمور حيث أرى أن رفع العلم الأمريكي وترديد النشيد الوطني الأمريكي يحفز العنصرية ضد كُل ما هو مختلف عن المواطنين في الغرب. وكما تعلم أن العنصرية توجه فقط إلى كُل من هم أقلية في العدد وكُل من هم غير مدعومين من السياسات العُليا.

المراسل: نرى من تصريحاتك أنك عانيت من العنصرية نظراً لاختلافك في الديانة. كما تعلم أيضاً أن الاحصائيات تشير إلى الدين الإسلامي ليس هو الدين الغالب في أمريكا وأوروبا وأن سكان هذه البلاد ينقسمون إلى 78.3 في المائة من المسيحيين و0.9 في المائة فقط من المسلمين. ما هو تعليقك على هذا الأمر؟ وما هو شعورك بأن تكون المسلم في الدوري الأمريكي للمحترفين، أو بمعنى أصح ماذا يعني أن تكون مسلما في الدوري الأميركي للمحترفين؟

محمود: من مِنا لم يعاني من العنصرية بسبب اختلاف لون البشرة أو الديانة، ولكنني لا أُعطي للأمر اهتمام كبير بالنسبة لي. يكمن أهمية هذا الأمر في أن أوجه صوتي إلى نبذ العنصرية الدينية على وجه الخصوص ودعم اختيار العقيدة الدينية وإعطاء أي شخص الحق أن يمارس مواهبه ومساره المهني دون النظر إلى ديانته. كوني مسلم في الدوري الأمريكي للمحترفين لم يكن بالأمر السهل، لاسيما وأن الكثير من المدربين واللاعبين يكنون كراهية لاتباع الدين الإسلامي حتى وإن كانت هذه الكراهية غير علنية لمحاولة الحفاظ على لباقة الدوري الاحترافي، ولكن بالطبع لم يكن الأمر سهل.

المراسل: إذاً بما أنك تقوم حالياً بدعم الحرية الدينية وفصلها عن ممارسة المواهب، فبالتأكيد لديك رحلة معبرة في الحرية الدينية، أليس كذلك؟

محمود: بالطبع، أثناء نشأتي في ميسيسيبي، أصبحت فضولياً للغاية للتعرف على الديانات الأخرى، لاسيما الديانة الإسلامية. وقمت بالاطلاع على الصفحات الأولى من القرآن أثناء دراستي في جامعة ولاية لويزيانا عندما قام مدربي ديل براون بإهدائي كتاب السيرة الذاتية لمالكولم إكس. منذ ذلك الحين وأصبحت مُدمناً للقراءات القرآنية وأصبح شغفي يأخذ منحنى جَدي في التعرف أكثر عن هذه الديانة. اعتنقت الإسلام بعد ذلك بفترة قليلة وقمت بتغيير اسمي لمحمود لكي أُعلن بشكل واضح عن انتمائي الحالي. مارست كرة السلة في الدوري الأمريكي للمحترفين من 1990-2001 مع ناجتس وساكرامنتو كينجز وفانكوفر جريزليس، وغيرهم من اللاعبين الذين أكن لهم كُل الاحترام والتقدير.

المراسل: رحلة مبهرة حقاً، ولكن بالحديث عن زملائك، كيف تقبلوا خبر اعلانك عن انتمائك الجديد للدين الإسلامي؟

محمود: في البداية، كان هناك قبول عام من زملائي، فأنا مازلت نفس الشخص بالنسبة لهم وهم يحترمون حريتي واختياراتي، لاسيما وأن الكثير من الأشخاص من حولنا لا يقومون باتباع ما ينص في دينهم من فروض معينة. ولكن بعدما أدركوا أنني لست نفس الشخص من حيث التزامي بالصلاة والصوم والكلمة الطيبة وتمسكي بفروض الدين الإسلامي، شعروا بالخوف نوعاً ما وأصبحت أعاني من القليل من المقاومة والتضييق. ولا يجب أن يكون الأمر هكذا، فأنا فقط أتبع ديني ولا يجب إلقاء أي لوم على عاتقي. لذلك، أقول دائماً يجب أن يتم احترام اللاعبين المسلمين في كُل بلد في العالم.

المراسل: بالطبع شَكل هذا الأمر بالنسبة لك تحدي، وأيضاً لا يُمكننا ألا نسأل عن التحديات التي تواجهك كونك مسلمًا في الدوري الاميركي للمحترفين، لاسيما في أداء فروض الصلاة وصوم شهر رمضان؟

محمود: كانت التحديات كثيرةً، خاصةً وأن الفريق كان دائم السفر وبالتالي كان من الصعب الحفاظ على مواقيت الصلاة مع اختلاف البلد واختلاف الأنشطة التي نقوم بها من تدريبات أو مؤتمرات أو غيرها. أما بالنسبة لصوم شهر رمضان، فإن الأمر كان شبه مستحيل لأن لعبة كرة السلة تتطلب تغذية مناسبة والحفاظ على مستوى معين من الطعام في مواعيد معينة ولكنني حاولت أن أوفق بين فروض الدين وشغفي لكرة السلة.

المراسل: أعتقد أن الكثير من التحديات التي واجهتها كانت بسبب اعتقادات خاطئة عند هؤلاء الأشخاص عن الإسلام، هل توافقني في الرأي وما هي الاعتقادات الخاطئة التي تعرضت لها؟

محمود: بالطبع أوافقك، تعرضت للكثير من الاعتقادات الخاطئة في أذهان من حولي عن الإسلام. على سبيل المثال، أن المسلمين لا يؤمنون بالسيد المسيح. كيف للمسلمين ألا يؤمنون بالسيد المسيح وهو مذكور في القرآن. وأيضاً قضية الإرهاب وأن الإسلام يُبيح القتل، وأنا دائماً أقول هل يُمكن لإله حنان ورحيم أن يؤمر بالقتل؟ يجب أن يتم تحري الدقة والدراسة في الأديان قبل تبني مثل هذه المعتقدات. على الصعيد الآخر، لا يُمكنني أن أكون مسلماً وأن أقبل بالتجاوزات التي تحدث في كُل مكان في العالم وليس في أمريكا فقط.

المراسل: في الختام، هل يُمكننا أن تشاركنا عن لاعب مسلم حالي أو سابق تشعر بالفخر بسببه أو تريد أن تحزوا خطاه ولماذا؟

محمود: أنا معجب بشدة بشجاعة والتزام وموهبة حكيم عليوان. فهو بمثابة أخ لي، وليس هذا فقطـ، بل يمتلك عليوان الكثير من الصفات الشخصية التي تجعل منه إنساناً رائعاً قبل كونه مسلماً رائعة مثل التواضع وحُب الخير ومساعدة الغير والبشاشة المبهرة. يحاول عليوان دائماً أن يوازن ما بين نجوميته والتزامه بفروض وتعاليم الدين الإسلامي وهو ما أتمنى أن أتعلمه منه بالطبع. ولا يجب أن أنسى شريف عبد الرحيم [لاعب الدوري الاميركي للمحترفين السابق] الذي الآن أرى اهتمامه الكبير بالأعمال الخيرية وهو ما أُعجب فيه به حقاً.

المراسل: في نهاية الحوار، أشكرك للغاية محمود وأتمنى لك دائماً التوفيق والنجاح

محمود: شكراً جزيلاً.

السابق
تفسير حلم رؤية الدواء في المنام للمتزوجة
التالي
نماذج لمقدمة بحث علمي 2022 وخاتمة بحث جديدة و كيفية كتابة مقدمة بحث علمي